روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | العنف.. لدى الأطفال

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > العنف.. لدى الأطفال


  العنف.. لدى الأطفال
     عدد مرات المشاهدة: 2642        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

لدي طفلة عمرها 6 سنوات تتصف بشيء من العنف في التعامل مع الجميع، وخاصة زميلاتها بالمدرسة، ولا تستجيب لا بالرأفة ولا بالعنف لمحاولة إصلاحها، وهي زائدة النشاط بشدة مما يؤثر على تركيزها دراسيًّا على الرغم من مستوى الذكاء المرتفع- بفضل الله تعالى.

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: قبل الشروع في بيان أسباب العنف لدى الأطفال والعلاج يجب أن نعلم أن هذا السلوك والتشاجر يعد سلوكًا طبعيًّا لدى الأطفال، حيث قد ينفجر الطفل بالصراخ أو الركل والرفس للتنفيس عن حالة الغضب التي تمر به، إلا إذا كانت هذه الحالة وتلك الأعراض تلازم الطفل لمدة طويلة، فإنها قد تكون أعراضًا مرضية تستوجب الإسراع في العلاج قبل أن تستفحل، وكثيرًا ما كان لتوجيه الطفل للابتعاد عن هذا السلوك أثر مباشر لعلاج الطفل حينما يكبر قليلًا. وظاهرة العنف لدى الأطفال في الغرب تنتشر بشكل أكبر بكثير من مجتمعاتنا، كما أن وجود هذه المشكلة لدى الطفل يتطلب صبرًا من الأبوين لمدة قد لا تكون قصيرة، فما تجذر في سلوك الطفل لا يمكن أن يُحَلَّ في توجيه مباشر أو ضغطة زر لمدة يوم أو أسبوع. ونحن هنا نستعرض الأسباب المتوقعة باختصار شديد مما ذكره المختصون حتى يمكن تلافيها فلا نزرع بأنفسنا هذا السلوك من حيث لا نعلم، ويكون أول خطوة للعلاج وضع الإصبع على الداء ثم تأتي للعلاج بعد ذلك. من الأسباب: أهم أسباب العنف لدى الأطفال، هو: التربية الأُسَرية، حيث قد ينتشر العنف في الأسرة من خلال تعامل الوالدين مع أبنائهما، واتخاذ العقاب البدني خطوة أولى لعلاج المشكلات، وربما لأتفه الأسباب، وربما كان لمجرد الانتقام لا للتربية، وربما كان العنف بين الزوجين سببًا، حيث يقتدي الطفل بوالديه في التعامل مع الآخرين، وربما ظن أنه هكذا يتم التعامل مع الآخرين، وربما كان عنف الأصدقاء خارج الجو الأسري سببًا. وأيضًا قد يكون من الأسباب التفريق بين الأبناء في التعامل، سواء كان بين الصغير والكبير، أو الابن والبنت، أو الموهوب والمتميز عن سواه، ونحو ذلك. ومن الأسباب الأسرية أيضًا: الحرمان العاطفي لدى الأطفال نظرًا لانشغال الوالدين بأمور العمل، وربما الحرمان من المرغوبات فلا يلبي الأبوان أي طلب للابن، وعكس ذلك التدليل في الأسرة سبب، حيث إذا فقد الابن شيئًا تعود عليه فلن يتحمل الحرمان. ومن الأسباب الأسرية في كون العنف سلوكًا للطفل اتخاذ بعض الوسائل التربوية الخاطئة في تربية الطفل، مثل بعض العبارات المشهورة: (خذ حقك بيدك)، أو جَعْل الطفل يفلت من الكبار فلا يحاسب على سلوكياته العدوانية، أو عصبية الآباء. أما عن السبب الثاني الكبير للعنف بعد الأسرة، فهو: الإعلام وما يقدمه من أفلام كرتونية عنيفة، أو أفلام رعب وعنف قادمة من ثقافات أخرى عالمية، حيث تؤثر سلبًا على الأطفال، وربما كانت الشخصيات الوهمية والخيالية، والتي لا يستطيع محاكاتها سببًا في سلوك العنف. وبَعْد هذين السببين الكبيرين تأتي أسباب أخرى كثيرة وعوامل مساعدة على العنف، مثل: المشاكل الاجتماعية، ومطالب الحياة المعقدة. وكذلك مرض الطفل بمرض مزمن، مثل: الصداع أو آلام الأذن. وأيضًا: الإحباط والفشل في تحقيق هدف معين...، مثل: أن يكسر الطفل الصندوق الذي يحوي لعبته بعد عجزه عن فتحه. ومن الأسباب: تقدم زميل عليه في الدراسة. وغيرها من الأسباب التي يجب أن نتخذ الحيطة في إبعاد الطفل عنها وعن مصادرها. أما العلاج بعد تلافي الأسباب:

- التنشئة الدينية لدى الأطفال، والتي تربيهم على التسامح عن الآخرين، وشيوع هذا الخلق بين أفراد الأسرة وتربيتهم على قاعدة: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: من الآية 134]، وإبراز القدوات من القصص التي تغذي هذا الجانب لدى الأطفال.

- الحوار المستمر مع الصغار، ومصادقة الأطفال من قبل الأبوين، وعدم الانشغال عنهم.

- تبرير العقوبات التي يقوم بها الأبوان وبيان سببها، وتوجيههم للإقلاع عن الخطأ السلوكي واللفظي.

- التنفيس عن الطفل في ممارسة الهوايات المختلفة، وعلى رأسها الرياضة لشغل الطفل بما ينفعه، وكذلك التلوين والرسم والقراءة، وتنمية الهوايات، وخصوصًا الحركية والمفيدة لئلا تهدر طاقة الطفل في العنف.

- توحيد وتقنين التعامل مع الطفل، بحيث يعرف الطفل عواقب أخطائه، وتشجيع الأطفال، وتنمية السلوك الإيجابي والمكافأة عليه ولو بالقبلة أو الكلمة الطيبة.

- تربية الطفل على احترام ملكية الغير، وعدم الاعتداء عليها، ومراقبة سلوكه.

- تنمية الحب في نفس الطفل، وتعليم السلوك المناقض للعدوانية.

- مساعدة الطفل على تعلم تقييم المواقف الإحباطية.

- وأخيرًا: تعزيز احترام الذات، فلابد من تعليم الطفل كيف يتعامل مع التجربة.

أرجو أن تكون الإجابة شافية لك، فخذ منها ما تراه يناسب ابنتك، ولا تنس سلاح المؤمن، وهو: الدعاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الكاتب: اللجنة التربوية.

المصدر: موقع المسلم.